أحتضار الشعر النبطي وسلاح الحداثة
قد لا يعي أكثر متذوقين الشعر بأن كارثة سقوط الشعر النبطي قد أخذت مجراها بالكامل وأن هناك أناس يحاولون أن يضعوا النقاط على الحروف وأن يصلحوا ما يمكن إصلاحه ولكن قد تمالت تلك الحداثية
التي ضربت بيد من حديد لكي تقضي على جمال الشعر الشعبي كذلك وسيلة الإعلام المرئي الذي دمر كل شي
وهنا نتساءل أين تكمن وضعية هبوط الشعر وان هناك مجمل حديث طويل لكي نعلم من أين بدأ السقوط وعلى يد من..... أن هناك ثمة أمور قد تجعلنا نضع الثقة الحججية والبرهان الممزوج بالأدلة وان هناك بدايات للسقوط ومنبعها في البداية الإعلام المقروء وقد سبق هذا الحديث موضوعي في مجلة المختلف عام 2006 وهو إن المجلات الشعبية أيام زهرتها ونضوجها كانت تمجد عصر الحداثة وتضع صور الشعراء على المانشيت بهدف الشهرة دون وجود نجومية للشعر لديهم ومن هذا المنطلق بدأت روح الشعر بالانهيار ... ومن باب الوضوح والتأكيد فأن ظهور القنوات الشعرية والشعبية أخذت منذ بدايتها انطباعا جميلا لدى الناس ولكن سرعان ما اخذ هذا الانطباع بالنزول حتى بدأت الناس تكره القنوات الشعرية لسماجتها في كثرة الطرح الغير مبرر... أن تعطش الناس لظهور الشعر وخصوصا فن المحاورة الذي بدأ يموت ويموت بسبب كثرة القنوات التي ألمت به وأكثرت منه مما قتل تشبع محب هذا الفن حتى أن حضور الحفلات أنقطع تماما وماتت تلك الروح التي كنا نراها مسبقا وذلك بسبب أعتياد هؤلاء على الجلوس أمام الشاشات ومتابعة فنون المحاورة بل لم يصل الموضوع لهذه الدرجة فحسب بل أن هناك محبين لشعر المحاورة قد هجروها لأسباب كثيرة وهي ظهور تلك القنوات بكثرة مبالغ بها كذلك ضعف الشعراء وأستخدامهم لأسلوب الحداثة وأختفاء المعنى نهائيا واللعب على المكشوف ..... أن كل ما نراه اليوم ما هو إلا بسبب ضعف المقومات الشعرية للشعراء بل أكثرهم يرغب بالظهور الإعلامي بل بأمكان الجميع أن يكونوا مشهورين إعلاميا بسبب تنافس القنوات على بث الحفلات لم يعد الوضع كما كان سابقا بل ظهرت علامات هبوط الشعر اضطراريا في مطار تلك القنوات التي بدأت فعليا في بث أي مادة شعرية دون اللجوء الى محتواها ومعرفة الحاله الشعرية لهؤلاء الشعراء وقد طغى على ذلك كله المادة المقدمة فقط فهي من أعمت أبصار هؤلاء لكي يفعلون ماترغب ذائقتهم الغائبة عن الحس الشعري الجميل .. ومن لديه قناعة يتيمة في ما يحصل اليوم من ذبول للشعر بكافة أنواعه وألوانه بسبب تقدم التكنولوجيا الحديثة التي أماتت كل أماني الشعر النبطي واختفاء جمالياته في ظل كل هذا التقدم الملحوظ وظهور برامج التواصل الاجتماعي .
12/06/2015 7:12 م
عبدالله بن شمروخ الحذيان
0
12944